top of page

(31)VENTOTENE MANIFESTO

23 سبتمبر 2024

6 min read

0

0

0

بيان فينتوتين

[1]VENTOTENE MANIFESTO


مقدمة

بيان او برنامج فينتوتين ( Ventotene Manifesto ) هو وثيقة سياسية هامة للغاية وعلامة بارزة على طريق التكامل والاندماج الاوروبى اعدها التييرو سبينيللى، ايرنيستو روسى، اوجينيو كولورنى[2]، خلال تواجدهم فى سجون النظام الفاشى بجزيرة سانتو ستيفانو التابعة لمجموعة جزر فينتوتين على السواحل الغربية لايطاليا ضمن معارضى النظام خلال الحرب العالمية الثانية. تم الانتهاء من اعداد الوثيقة فى يونيو 1941، اى قبل فترة وجيزة من الغزو النازى لروسيا، وتسريبها الى صفوف المقاومة الايطالية لتنتشر بعد ذلك على نطاق واسع فى اوروبا وتصبح سريعا برنامج الحركة الفيدرالية الاوروبية.

المقترح الرئيسى المطروح فى الوثيقة فيما يخص البعد الاوروبى منهاهو انشاء فيدرالية اشتراكية لاوروبا والعالم بغرض منع نشوب حروب جديدة ومن هنا نظر الى الاعلان باعتباره دعامة رئيسية للحركة الفيدرالية الاوروبية، وقد طالب الاعلان بوضع نظام سياسى جديد بالقارة واعادة هيكلة مؤسسية واصلاحات اجتماعية موسعة.

عرض الوثيقة

تتضمن الوثيقة ثلاث فصول رئيسية، الاول بعنوان "ازمة الحضارة الحديثة"، والثانى" مهام ما بعد الحرب. الوحدة الاوروبية"، والثالث "واجبات ما بعد الحرب. اصلاح المجتمع". نستعرض فيما يلى  مضمون ما جاء فى هذه الاجزاء.

اولا: ازمة الحضارة الحديثة

هناك حقوق طيبة تم الاستقرار عليهاعبر الزمن و مع ذلك فهذه الحقوق ذاتها تحولت الى اسباب ادت الى الازمة التى تعيشها اوروبا، وذلك على النحو التلى:

·        الحق المتساو لكل الامم فى تنظيم انفسها فى دول مستقلة: هذا الحق ولدت معه دول مستقلة ذات سيادة ومعها بذور الامبريالية الرأسمالية التى تكاثرت بحيث نمت الدول الشمولية واشتعلت الحروب العالمية، واصبحت  الدولة والامة كيان مقدس، وكائن يحرص فقط على وجوده دون اى اعتبار للاخرين. السيادة المطلقة للدول الوطنية اطلقت الرغبة فى السيطرة والهمنة حيث تخشى كل منها الدول الاخرى وترى ان "مساحة وجودها" يجب ان تتسع لتحقق الاكتفاء الذاتى من احتياجاتها. الدول الشمولية اصبحت الاكثر نجاحا فى توحيد قواها عبر تركيز السلطات وبالتالى نظر اليها باعتبارها النموذج الافضل.

·        الحق المتساو لكل المواطنين فى المشاركة فى تشكيل ارادة الدولة، هذا الحق فتح الباب امام حريات كثيرة هددت المصالح القديمة ما جعل الطبقات المميزة سابقا ترفض استغلال الطبقات غير المميزة لهذه الادوات بما يهدد مصالحها، ولدى شعورها بعد الحرب العالمية الاولى بشكل خاص بتهديد خطير على مصالحها رحبت ودعمت صعود الدكتاتوريات التى سحبت تلك الادوات من عامة الشعب و تنامى الشعور بان الدول الاستبدادية افضل الخيارات.

·        القيمة الدائمة للروح النقدية فى مواجهة التصلب الفكرى السلطوى: اكبر انجازات البشرية فى كل المجالات تعود الى الطريقة العلمية وراء هذه المقاربة. ولكن هذه الحرية الروحية لم تصمد امام الازمة التى اشعلتها الدول الشمولية. عقائد جديدة تم فرضها فى كل مجالات المعرفة، تم تحريف الحقائق التاريخية لخدمة الطبقات الحاكمة، حرق المكتبات، الغاء الحريات، تحويل المواطنين الى خادمين للدولة. هذه القوى الرجعية، هذه الحضارة الشمولية، بعد ان نجحت فى عدة مواقع وجدت فى المانيا النازية القوة اللازمة القادرة على تحقيق اغراضها.

هناك موجهة معارضة لهذه القوى الرجعية تتشكل خطوة بعد اخرى من بين القوى التقدمية والتى تشمل

المجموعات الاكثر استنارة بين الطبقات العاملة، الاعضاء الاكثر ذكاء بين الطبقة المثقفة، رجال الاعمال الطامحين فى تحرير انفسهم، واخيرا كل هؤلاء من اصحاب الكرامة الرافضين للخنوع والعبودية.

ثانيا : مهام ما بعد الحرب. الوحدة الاوروبية

هزيمة المانيا لن يؤدى تلقائيا الى اعادة تنظيم اوروبا وفق رؤيتنا للحضارة التى نريدها. فى مراحل الازمات العامة الطبقات الاكثر تميزا فى النظم الوطنية القديمة سوف تحاول بشتى الطرق صد موجة المشاعر والحماسة ذات التوجهات الدولية لاعادة بناء المؤسسات القديمة، وقد تسعى القيادات البريطانية وربنا بالاتفاق مع الامريكيين لدفع الامور فى هذا الاتجاه من اجل استعادة سياسات توازن القوى حفاظا على مصالحهم. كل القوى الرجعية ومنها التيارات المحافظة، الاجهزة الادارية للمؤسسات القديمة، القيادات العليا للجيوش، الاسر الملكية القائمة، مجموعات الاحتكارات المالية، كبار ملاك الاراضى والهياكل الكنسية، تشعر بانهيار اوضاعها وتسعى للنجاة بانفسها.

الوضع الثورى: التوجهات القديمة والجديدة 

التيارات الديموقراطية

سقوط النظم الشمولية يعنى لدى شعوب باكملها قدوم الحرية وانتصار الافكار الديموقراطية، و حلم هذه التوجهات قد يقتصر على تشكيل جمعية تأسيسية ودستور، ولكن فى زمن الثورات حين تكون هناك ضرورة ليس لمجرد اصلاح المؤسسات وانما انشائها من جديد فان الآليات الديموقراطية هذه تفشل تماما و اكبر ثلاث امثلة منها فشل القوى الديموقراطية فى روسيا، المانيا، اسبانيا. الشعوب قد لا تعرف تحديدا ماذا تريد وكيفية تحقيق ذلك. التيارات الديموقراطية بتعددها الواسع تمنح اعدائها الاسلحة التى يحتاجونها للقضاء عليهم  من هنا تبدأ مرحلة اعادة بناء المؤسسات القديمة.

التيارات العمالية والشيوعية

العمال وبحكم ثقافاتهم نظرتهم لا تتعدى نطاق الطبقة التى ينتمون اليها وربما حتى مهنة محددة وبالتالى لا يستطيعون جذب قوى اخرى غير العمال. ضمن هذه التوجهات الشيوعيون اقروا بعدم قدرتهم على جذب قوى كافية لتحقيق الانتصار و حولوا انفسهم الى حركة منضبطة بشدة ومنغلقة على نفسها وحتى وان كانوا خلال الثورات اكثر فاعلية عن الديموقراطيون ولكن انغلاقهم هذا يحولهم الى تيار مذهبى يضعف مجمل القوى التقديمة فى التوقيت الحاسم، كما ان اعتمادهم الكامل على الدولة الروسية يحد من تحركهم السياسى.

الحركة الثورية الحقيقية

الحركة الثورية الحقيقية يجب ان تأتى من بين من امتلكوا الشجاعة لانتقاد المقاربات السياسية القديمة ويجب ان تكون قادرة على التعاون مع القوى الديموقراطية والشيوعية، وبشكل عام مع كل من يعمل من اجل القضاء على الشمولية، مع الوضع فى الاعتبار ان القوى الرجعية لديها عناصر على كفاءة وضباط مدربين للقيادة والقتال للحفاظ على تفوقهم ويستطيعون التخفى وسط القوى الشعبية، وهم اكثر العناصر خطورة الواجب مواجهتها، وان لم ننجح فسوف تحقق هذه القوى النصر.

الدولة الوطنية ذات السيادة

فى مقدمة المسائل الواجب حلها الالغاء النهائى لتقسيم اوروبا الى دول وطنية ذات سيادة. انهيار غالبية الدول خلال الحرب تحت ضربات النازية اوضح وحدة مصير تلك الشعوب، فاما الخضوع للحكم النازى او، بعد هزيمة هتلر، يدخلون فى ازمة ثورية وينقسمون مرة اخرى داخل هياكل جامدة لدولة ذات سيادة. ولكن الاوضاع والمشاعر تبدو حاليا على استعداد اكثر من اى وقت مضى لقبول اعادة تنظيم اوروبا على نمط فيدرالى، التجارب المؤلمة للعقود الماضية فتحت اعين حتى من رفض فى الماضى واصبحت الظروف اكثر نضجا لصالح الرؤية الفيدرالية.

دروس الحرب

اثبتت التجارب انه من غير الممكن الحفاظ على توازن للقوى بين الدول الاوروبية مع المانيا كقوة عسكرية متمتعة بنفس حقوق الدول الاخرى ولا يمكن  فى نفس الوقت تفتيت المانيا الى اجزاء او ابقائها تحت الاحتلال بصفة مستمرة بعد هزيمتها. كما يمكن استخلاص عدة دروس من الحرب منها انه لا يمكن لدولة اوروبية ان تنتحى جانبا اثناء الحروب، اعلان الحياد واتفاقيات عدم الاعتداء لا قيمة لها، عدم جدوى منظمات مثل عصبة الامم والتى ادعت حمايتها للقانون الدولى دون ان يكون لديها القوة العسكرية لفرض قراراتها مع  اقرارها باحترام السيادة المطلقة للدول الاعضاء. مبدأ عدم التدخل اثبت فشله ايضا.

تعدد لمشاكل وعدم قابليتها للحل

المشاكل المتعددة التى تسمم الحياة الدولية فى القارة اتضح عدم قابليتها للحل وفق النظم السابقة، ومنها: رسم الحدود عبر اراضى تسكنها شعوب مختلطةـ حماية اقليات اجنبية، موانئ لدول حبيسة، مسألة البلقان، مشكلة ايرلندا، و كلها سوف تجد الحلول فى اوروبا فيدرالية. وفرص تحقيق الاخيرة تزايدت ايضا

مع اختفاء بعض اهم الاسر الملكية وهشاشة وضع المتبقى منها، والتى كانت تقف عائقا امام تنظيم ولايات اوروبية متحدة، والتى يمكن ان تستند فقط على دستور جمهورى لدول اعضاء فى فيدرالية. كل الشعوب يجب ان تدخل ضمن هيكل موحد، و يجب الاعتراف ان فيدرالية اوروبية هى الضمان الوحيد ايضا للحفاظ على علاقات مع الامريكيين والاسيويين على اساس تعاون سلمى.

التقدمية والرجعية

الخط الفاصل بين الاطراف التقدمية والرجعية لم يعد يتطابق مع الخطوط  القديمة وانما وفق خط جديد بين :

·        من يرون ان الغرض والهدف الاساسى للصراع هو ذات الغرض القديم، الاستيلاء على السلطة الوطنية، و هؤلاء، حتى دون قصد، يتحولون الى اداة فى ايدى القوى الرجعية بما يدفع بالامور الى العودة الى القوالب القديمة.

·        من يرون ان الهدف اقامة دولة دولية صلبة تحرك القوى الشعبية نحو هذا الهدف، وحتى فى حالة امتلاكهم للسلطة الوطنية فسوف يستخدموها فى المقام الاول كأداة لتحقيق وحدة عالمية.

اسس الحركة الثورية

لا بد من وضع اسس الان لبناء حركة تعرف كيفية تعبئة كل القوى لمولد كيان جديد هو دولة فيدرالية يكون لديها قوات مسلحة اوروبية بدلا من جيوش وطنية، تحطيم نزعات السعى لانشاء اقتصاد الاكتفاء الذاتى، وهو مسعى شكل العمود الفقرى للنظم الشمولية، وان تكون حركة متمتعة بالادوات الكافية لتطبيق قرارات الحفاظ على النظام العام فى الدول الاعضاء فى الفيدرالية.

لدى توافر عدد كاف من الرجال فى الدول الاوروبية الرئيسية يتفهمون ما سبق، النصر يتحقق قريبا لان سواء الظروف او الاراء سوف تكون فى صالح جهودهم.

ثالثا: واجبات ما بعد الحرب. اصلاح المجتمع

اوروبا حرة وموحدة هى فرضية لازمة لدعم الحضارة الحديثة لكى تصبح  المرحلة الشمولية مجرد تراجع مؤقت. مع نهاية هذه المرحلة يتم اعادة اطلاق الصراع التاريخى لتحقيق المساواة فى المجتمع. وهناك فرصة وضرورة استغلال انهيار المؤسسات الرجعية وبناء مؤسسات تتجاوب مع احتياجات الثورة الاوروبية والتى يجب ان تكون ثورة اشتراكية.

الملكية الخاصة لا بد من الغائها، تقييدها، اصلاحها، او توسعتها وفق الظروف وليس على اساس اى مبدأ عقائدى. الحلول العقلانية لا بد ان تحل محل الحلول غير العقلانية:

·        المشروعات التى تكون انشطتها احتكارية بالضرورة، وتكون قادرة على استغلال المستهلكين لا يجب ان تبقى فى ايدة الملكية الخاصة.

·        الملكية الخاصة وتشريعات الميراث فى الماضى تم وضعها بحيث تسمح بتراكم الثروة فى ايد القليلين من الاعضاء المميزين فى المجتمع، وضرورة معالجة هذا الوضع.

·        ضرورة مساعدة الشباب واتاحة فرص متساوية بينهم جميعا لبناء حياتهم وعدم تمييز البعض بمنحهم ميزات خاصة عند نقطة الانطلاق نحو هذا المسعى.  

·        استغلال الامكانيات غير المحدودة للتكنولوجيا الحديثة.

·        منح كامل الحرية الطبقات العاملة.

 

 


[1]- الاسم الرسمى للوثيقة "من اجل اوروبا حرة وموحدة. مشروع مانيفستو".

(For a Free and United Europe- a Draft Manifesto )

[2] - التييرو سبينيللى (  Altiero Spinelli )  شيوعى سابق وناشط سياسى اصبح فيما بعض عضو بالبرلمان الاوروبى وعضو بالمفوضية الاوروبية، ايرنيستو روسى، راديكلى التوجه ( Ernesto Rossi ) و اوجينيو كولورنى  ( Eugenio Colorni  ) اشتراكى عمل رئيس تحرير وكاتب.

 

 

 

23 سبتمبر 2024

6 min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

© 2035 by Ryan Fields. Powered and secured by WWix

    bottom of page